]سيدي ..
سأرحل عن حياتك ، فدعني وشأني ، فإن اختياري لك كان أسوأ اختيار في حياتي ، إني ألوم نفسي لمحاولة فتح باب قلبي من جديد ، وثقت فيك وبعهودك ، وكم وعدتني بأن الراحة التي أنشدها لن تتحقق إلا معك ، وبأن أحلامي الصغيرة لن تتحقق إلا على يديك . وفي لهفة شوقي ورغبتي بالاستقرار والشعور بالأمان صدقتك ، وصدقتك لأنني أحببتك وتوسمت فيك الخير والعدل والأمل والحب .
سأرحل عن دنياك ، دون أن أفكر بألمي ومعاناتي ، أقولها بكل ثقة ، فقد كنت أعيش حياتي معك من خلال إخلاصي وتضحيتي وصدقي ، فأنا أكره التسلية في المشاعر والأحاسيس . وبهذا الأسلوب لم يبق لك مكان في عقلي وقلبي .
سأرحل .. دون ألم وحسرة ، فبعد هذه السنوات من صدق إحساسي وعطائي ، ومحاولاتي المتكررة لإصلاح ما يمكن إصلاحه ، أيقنت بأنه لا فائدة من الاستمرار .
لذا قررت الرحيل ، وأنا على ثقة بأنه بعد مغادرة جسدي سيبقى هناك الأهم ، وهي روحي التي ستظل تطارد فكرك ولن تستطيع أن تخرجها من داخلك . فقد تركت لك كل ذكرى جميلة ، وستقوم أنت بمحاسبة نفسك . ويكفي أن تتذكرني في لحظة أزماتك ونزواتك وهفواتك التي لن يتحملها غيري .. على الأقل هذا الإحساس يشعرني بالانتصار عليك .
إن الحياة يا سيدي لا تستمر إذا كانت تدمر طرفاً على حساب الآخر ، والحب لا يعيش إذا لم يكن أساسه الصدق . وأنا لم أكن أطمع بأكثر من رجل يعاملني وأعامله بثقة واحترام ، لا يفكر يوماً بأن يؤذيني ولا أن يجرحني ولو بنظرة . كنت أريد من يفتقدني وافتقده ، من أجذبه ويجذبني فذلك عندي أهم من الحب ، لذلك فأنا أرفض أن تصبح أغلالاً تخنق بها سعادتي التي تموت ببطء وأنا بجانبك .
أفعل ما تشاء إلا أن تحاول إصلاح ما كسرته بداخلي فأنا من أرفض الاستمرار معك إنها ليست غلطتي فأنت الذي حطمت بيديك نفسك ،وأنا لا أستطيع أن أدافع عن حب كنت أعيشه بجوارحي وكنت أنت تتسلى به .
لا فائدة الآن من معسول الكلام . ففراقنا سيكون لصالحنا . يجب أن تنسى ما كان بيننا ، لأن مبدئي أن لا أستبدل الصدق بالكذب ، ولا أن استبدل الرجولة بالمراهقة ، فهذه ليست الحياة التي استحق أن أعيشها مع إنسان وهبته عمري وحياتي .
حاولت أن التمس لك عذراً فلم استطع .. لقد خذلتني .. دون أن تراعي أي مبدأ من مباديء الذوق والأدب .. فبئس الواعد أنت وبئس الواهمة أنا .. أنا التي لم أقدر نفسي حق قدرها وأنا التي أرفض دائماً التسول في التعامل أشعرتني أنني أقف أمام رغباتك كالبلهاء وكأني أتسول من ساعاتك وزمنك الثمين .
لن ألومك لأن نفسي هانت علي أمام رجل متحجر المشاعر متيبس العواطف فاقد الإحساس متعدد الأمزجة متليف القلب سهل عليه أن يجرح .
كل ما بقي لي أن أقوله لك هو أنك لن تبقى لي حتى مجرد ذكرى ..........