فتحت فضائية «ام بي سي» فضاءها وفضائياتها امام الفن التركي عبر مسلسلات مدبلجة الى العربية وتحديدا الى اللهجة السورية وعرضت مسلسلات تركية لاول مرة على فضائيتي «وان وفور» لتضيف الى قائمة المسلسلات السورية والمصرية والخليجية اسما جديدا، ما كنا نعرف عنه الكثير، هو المسلسل الدرامي التركي الذي بدا من خلال ما شاهدناه من حلقات مسلسل «سنوات الضياع» حتى الآن شبيها بالمسلسل المكسيكي سواء بالنسبة لعدد الحلقات أو نوعية الموضوعات التي تطرح، ويدور اغلبها في فلك الصراع بين الطبقات (الغنية والفقيرة) أو تتخذ مسارا رومانسيا من خلال تشابك قصص الحب بمشاكل اجتماعية عشنا احداثها في مسلسلات عربية ومكسيكية وعالمية كثيرة. المسلسل التركي ولكن ما يحدث بالنسبة للمسلسل التركي انه يحظى اكثر من غيره بالمتابعة والمشاهدة ويحقق نجاحا وشهرة لابطاله المميزين وبطلاته الجميلات من مثيلات «توبا» لم يستطع المسلسل المكسيكي تحقيقها بهذه السرعة وبهذا القدر من التعلق بنجومه على الرغم من انه صافح عيون مشاهديه قبل سنوات طويلة منذ ان بدأت عمليات الدبلجة الى العربية تزدهر وتنتشر في اواخر الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي. تشابه قد تكون المعالجة الدرامية للجيران الاتراك تشبه الى حد بعيد المعالجة التي نشهدها في بعض المسلسلات السورية من حيث جدية الطرح وعمق الفكرة وربما كان ذلك مبررا لاستخدام اللهجة السورية بدل اللغة العربية الفصحى في عمليات الدبلجة مما ساعد في تقريب المسلسل التركي من جمهوره وهذه التجربة نجحت في توسيع مساحة الأعمال الدرامية وتنويعها على اعتبار ان اللهجة السورية اصبحت مفهومة عربيا بعد سيل من الاعمال الناجحة التي عرضت عبر فضائيات عربية كثيرة الهدف من الدبلجة؟ قد يقول قائل لماذا يسمح للمسلسل التركي باقتحام خارطة الاعمال الدرامية العربية وبلهجة سورية الا يؤثر ذلك سلبيا على عمليات انتاج وتمثيل وتنفيذ المسلسل السوري وسوقه المزدهرة، ومن ثم المسلسل العربي بشقيه المصري والخليجي؟ وما هدف عمليات الدبلجة على المدى الطويل الا يحد ذلك من نشاط الممثلين والفنيين العرب ويحد من انتاجهم؟ خصوصا ان المسلسلات التركية تحشد في اعمالها مجموعة كبيرة من نجوم الصف الاول في تركيا (نساء ورجالا) وتبالغ في عدد حلقات كل مسلسل مما يجعل المشاهد اسيرا امامها ان لم نقل مستلب الارادة والرغبة في ظل هيمنة درامية تركية - مكسيكية مشتركة. خصوصا ان هناك تجربة سابقة لاتزال ماثلة في الاذهان تتعلق بالمسلسل المكسيكي الذي انتشر بسرعة عبر المحطات التلفزيونية اللبنانية التي ابتدعت فكرة الدبلجة مما اثر بشكل سلبي على عمليات انتاج المسلسل اللبناني الذي انحسر وغاب عن الساحة الدرامية العربية منذ عقدين واكثر، وحل مكانه المسلسل المكسيكي الذي دخل ضمن مفردات المشهد اليومي اللبناني من خلال استخدام عبارة مسلسل مكسيكي للدلالة على الشعور بالملل والضجر نتيجة لطول المسلسل وتشعب احداثه والاغراق في التفاصيل.
تتريك بدل التعريب قد لا يكون المسلسل المكسيكي مسؤولا مباشرة عن غياب المسلسل الدرامي اللبناني كل هذه المدة ولكنه ساهم بصورة أو بأخرى في «بعزقة» الفنانين في كل بقاع الدنيا بحثا عن عمل وهذا ما لا نتمناه للمسلسل الدرامي السوري الذي اصبح منافسه من لونه ويحاربه بلهجته بعد ان «ترَّكها» بدل ان يعرّبها على اعتبار اننا ندبلج الى العربية بينما ما يحدث في الواقع هو نوع من الدبلجة الى التركية
تبادل قبل عرض مسلسلات تركية على فضائيات ام بي سي ما كنا نعرف شيئا عن المسلسل التركي ولا عن فناني تركيا الا فيما ندر، من هذا المنطلق يمكن ان نثمن خطوة ام بي سي وفضائياتها ولكن يمكن ان نثمنها اكثر في حال سارعت عبر شركات الدبلجة التي تتعامل معها الى تبادل دبلجة بحيث تتم دبلجة مسلسل عربي الى اللغة التركية مقابل كل مسلسل تركي تتم دبلجته الى اللغة العربية أو احدى لهجاتها وبذلك نحقق حضورا مفترضا للمسلسل العربي في مجتمعات اخرى قريبة أو بعيدة من باب المعاملة بالمثل فما يحققه المسلسل التركي من نجاح وحضور هو نجاح «مسروق» من فنانين عرب ومن مسلسلات عربية درامية تفوق شكلا ومضمونا وقيمة فنية كل ما قدم من مسلسلات مكسكية وتركية حتى الآن.
@ سمر @ مديرة المنتدى
عدد الرسائل : 2426 العمر : 46 1 : الأوسمة : وطني : MSN :