هل يجوز قبول توبة ساب النبي ؟ ؟ إليكم ماقاله السادة العلماء
قال ربنا الكريم في كتابه العظيم لنبيه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه :" إنا كفيناك المستهزئين " وقال تعالى : " قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم
خرجت ما تسمى " بسنت رشاد " لعنها المولى القهار وقيض لها من يشفي صدور قوم مؤمنين ** وما تطاولت هذه المرتدة إن كانت تدعي الاسلام الا بعدما خانت أمة محمد صلى الله عليه وسلم نبيها * فتطاول عليه أهل الصليب برسوماتهم في صحفهم وتصويره بما يتنزه عنه فداه أبي وأمي وكل ما أملك وبعد ذلك تطاول عليه كلب الروم بنديكتوس ولكن لاحياة لمن تنادي . فديننا دين السماحة والمغفرة والعفو والصفح الجميل .
فماذا كان موقفنا يامسلمون في كل ما فات ؟
من المسلمين من قام بالشجب والاستنكار
ومنهم من قام بمقاطعة لما يمدونه لهم من غذاء
ومنهم من كان البكاء حاله يبكي على ضعفه وخواره
ومنهم من جلس يدعوا ويبتهل دون أن يحرك شعرة من راس الكافر وأعوانه
ولكن اعلموا أن كل ذلك لايرهب أعداءنا ولايرجع لكم كرامة نبيكم
ولايحقق لكم عزتكم
ولايرفع رؤوسكم عندما يمر عليكم وأنتم على حوضه واردون فيسألكم ماذا فعلتم لي عندما سبني وانتقصني وتطاول على جنابي وأنتم تبصرون وتسمعون ولاتحركون ساكناً ؟ .
فأين من يهدر دم من يفعل ذلك ويجيش الجيوش انتصاراً لمقام النبوة والرسالة ** كما فعل المعتصم الذي جيش الجيوش من أجل مسلمة . .
هل يوجد منكم يا أهل الكنانة رجل يقول أنا لها ؟
هل منكم رجل يحب الله ورسوله ويري العالم كله أن من يخوض في عرض نبينا أو يسبه أو يتنقصه ليس له عندنا إلا السيف البتار ؟
لماذا قلت الحمية لرسولكم ؟
ألم تعلموا ماقال به أهل العلم رحمهم الله ؟
ولما غاب من أمتنا أمثال هؤلاء العظماء * رأينا تطاول من لايساوي النعال
يا أمتي لما خانت الأمة رسولها ولم تقتص له ممن يسبه ويشتمه ويصفه بما لا يليق به تكررت إهانته وسبه لأنهم يعلمون أن نبينا ليس هناك من يقتص له ولعرضه وكرامته.
فيا أمة محمد نبيكم يهان من كل زنديق خوان ** فماذا أنتم فاعلون ؟؟
إليكم إخواني الكرام ماقاله وقرره أئمة المسلمين لتعلموا أن حكم من يسب النبي أو يستهزئ به الكفر وأنه يجب قتله كما قرر العلماء وأنه لا يستتاب خلافاً لمن ارتد فقط دون أذى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم .
وسب النبي كفر لأدلة كثيرة من الكتاب والسنة والإجماع واليكم بيانها :-
الأدلة من القرآن :-
1-قال الله تعالى : " ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن . قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم " التوبة 61 2-قال الله تعالى : " إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا * والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتموا بهتانا وإثما مبينا " الاحزاب 57-58 يقول ابن تيميه أن العذاب المهين لم يذكر في القرآن إلا في الكفار. 3-ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم " التوبة 65-66
الأدلة من السنة :- 1-وروى أبو داود والنسائي (عن ابن عباس أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه، فنهاها فلا تنهى، ويزجرها فلا تنزجر، فلما كان ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه، فأخذ المغول فجمله في بطنها واتكا عليه فقتلها، فلما أصبح ذكر للنبى صلى الله عليه وسلم فجمع الناس فقال أنشد الله رجلا فعل ما فعل لى عليه حق إلا قام، فقام الاعمى يتخطى الناس وهو يتدلدل حتى قعد بين يدى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله نا صاحبها كانت تشتمك وتقع فيك فأنها ها فلا تنهى وأزجرها فلا تنزجر ولى منها ابنان مثل اللؤلؤتين وكانت بى رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتكأت عليه حتى قتلتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا اشهدوا أن دمها هدر 2-وروى أبو داود من طريق آخر عن على أن يهودية كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فخنقها رجل حتى ماتت فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذمتها * وقال أن دمها هدر ) 3-حديث ابن خطل الذي تعلق بأستار الكعبة عند فتح مكة وقد أهدر دمه صلى الله عليه وسلم وقال أن دمه هدر . حيث أنه كان يشبب بنساء المسلمين ويقدح في النبي بشعره . 4-حديث كعب بن الاشرف اليهودي الموادع الذي كان يؤذي الله ورسوله وقال النبي صلى الله عليه وسلم من لكعب بن الاشرف فانه قد آذى الله ورسوله .
وقد ذكر أهل المغازي والتفسير مثل محمد بن إسحاق - أن كعب بن الأشرف كان موادعاً للنبي صلى الله عليه وسلم في جملة من وادعه من يهود المدينة، وكان عربياً من بني طيئ وكانت أمه من بني النضير. قالوا: فلما قتل أهل بدر شق ذلك عليه، وذهب إلى مكة ورثاهم لقريش، وفضل دين الجاهلية على دين الإسلام حتى أنزلِ الله فيه: (ألَمْ تَرَ إلى الذينَ أوتُوا نَصيباً من الكتَاب يُؤْمنونَ بالجبْت وَالطاغُوت ويَقولُونَ للْدين كَفَرُواِ هَؤلاَءِ أهْدَى منَ الذينَ آَمنوا سَبيلا أولَئكَ الذين لَعَنَهُمُ الله وَمَنْ يَلْعَن الله فَلَنْ تَجد لَهُ نَصيراً). ثم لما رجع إلى المدينة أخذ ينشد الأشعار ويشبَب بنساء المسلمين حتى آذاهم، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى اللَه ورسوله " والقصة مشهورة معلومة في اغتياله لعنه الله.
قول العلماء رحمهم الله في ساب النبي :-
قال الطبري في تفسيره ( 8/82- 84)
1- وقال ابن المنذر: أجمع عامة أهل العلم على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم عليه القتل .
وممن قال ذلك مالك والليث وأحمد وإسحاق، وهو مذهب الشافعي.
وروي أن رجلا قال في مجلس علي: ما قتل كعب بن الاشرف إلا غدرا، فأمر علي بضرب عنقه.
وقاله آخر في مجلس معاوية فقام محمد بن مسلمة فقال: أيقال هذا في مجلسك وتسكت ! والله لا أساكنك تحت سقف أبدا، ولئن خلوت به لأقتلنه. قال علماؤنا: هذا يقتل ولا يستتاب إن نسب الغدر للنبي صلى الله عليه وسلم.
وهو الذي فهمه علي ومحمد بن مسلمة رضوان الله عليهما من قائل ذلك، لان ذلك زندقة.
(ثم قال الطبري رحمه الله بعد ذلك ....
2- الخامسة - أكثر العلماء على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الذمة أو عرض أو استخف بقدره أو وصفه بغير الوجه الذي كفر به فإنه يقتل، فإنا لم نعطه الذمة أو العهد على هذا.
إلا أبا حنيفة والثوري وأتباعهما من أهل الكوفة فإنهم قالوا: لا يقتل، ما هو عليه من الشرك أعظم، ولكن يؤدب ويعزر. والحجة عليه قوله تعالى : " وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقتالوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ".
واستدل عليه بعضهم بأمره صلى الله عليه وسلم بقتل كعب بن الاشرف وكان موادعاً في المدينة مع بقية اليهود.
وروى الدارقطني عن ابن عباس: أن رجلا أعمى كانت له أم ولد، له منها ابنان مثل اللؤلؤتين، فكانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه، فينهاها فلم تنته، ويزجرها فلم تنزجر، فلما كان ذات ليلة ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم فما صبر سيدها أن قام إلى معول فوضعه في بطنها ثم اتكأ عليها حتى أنفذه.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا اشهدوا إن دمها هدر).
وفي رواية عن ابن عباس: فقتلها، فلما أصبح قيل ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقام الاعمى فقال: يا رسول الله، أنا صاحبها، كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي، وأزجرها فلا تنزجر، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقة فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك فقتلتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا اشهدوا إن دمها هدر).
3- السادسة - واختلفوا إذا سبه ثم أسلم تقية من القتل، فقيل: يسقط إسلامه قتله، وهو المشهور من المذهب، لان الاسلام يجب ما قبله. بخلاف المسلم إذا سبه ثم تاب قال الله عزوجل: " قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف " [ الانفال: 38 ].
وقيل: لا يسقط الاسلام قتله، قاله في العتبية لانه حق للنبي صلى الله عليه وسلم وجب لانتهاكه حرمته وقصده إلحاق النقيصة والمعرة به، فلم يكن رجوعه إلى الاسلام بالذي يسقطه، ولا يكون أحسن حالا من المسلم.
4- وجاء في كتاب الديات لابن ابي عاصم – باب اشهدوا ان دمها هدر ( 1/370)
حدثنا حجاج بن يوسف ، حدثنا يحيى بن إسماعيل الواسطي ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : « لا يقتل أحد بسب أحد ، إلا من سب النبي صلى الله عليه وسلم »
5- وقال صاحب كتاب " عون المعبود شرح سنن ابي داود – باب الحكم فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم ( 9/394)